النواصي في بني يشكر بعد الحارث، وهو من بني ثعلبة بن غنم، من بني
مالك بن ثعلبة. وأنشد عمرو بن كلثوم قصيدته، فلما فرغ منها ظن الناس إنها لا يعدلها شيء. وقال
حين أنشدها:
(أَلا هُبِّي بصَحْنِكِ فاصَبحِينا ... ولاَ تُبْقِي خُمورَ الأَندَرِينا)
قوله (هبي) معناه قومي. قال الشاعر:
ألا أيّها النوام ويحكمُ هُبُّوا ... أسائلْكمُ هل يقتلُ الرجلَ الحبُّ
و (الصحن): القدح الضخم الواسع، والتبن: أكبر الأقداح، والرفد: القدح الضخم. قال الأعشى يمدح
الأسود بن المنذر أخا النعمان بن المنذر:
رُبَّ رِفدٍ هرقته ذلك اليوْ ... مَ وأسَرى من مَعشرٍ أقتالِ
وقال أبو عمرو: الكتن: القدح الصغير. وقال أبو زيد: يقال للقدح الصغير الغمر، ثم العس أكبر
منه. وقال غيره: القرو: قدح صغير. وأنشد:
وأنت بين القَرْو والعاصرِ
والقعب: قدح صغير يروى الرجل الواحد.
وقوله (فاصبحينا) معناه فاسقينا صبوحا، وهو شرب الغداة. والأندرين: قرية بالشام كثيرة الخمر.
و (ألا) افتتاح للكلام، وهبي مجزوم على الأمر علامة الجزم سقوط النون،