ويقال شطنت الدار، إذا اعوجت.

فإن قال قائل: كيف قال حلت بأرض الزائرين فذكر غائبة، ثم قال طلابك ابنة مخرم فخاطب؟ قيل

له: العرب ترجع من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة. فالموضع الذي رجعوا فيه من

الغيبة إلى الخطاب قول الله عز وجل: (وسَقَاهم ربهم شراباً طَهُوراً. إن هذَا كان لكم جزاءً)، فرجع

من الغيبة إلى الخطاب، قال لبيد:

باتت تَشَكَّي إلى النَّفسُ مجهشَةً ... وقد حملتُك سبعاً بعد سبعينا

فرجع من الغيبة إلى الخطاب. والموضع الذي رجعوا فيه من الخطاب إلى الغيبة قوله تعالى: (حتَّى

إذا كنتم في الفُلْكِ وجَرَينَ لهم)، معناه: وجرين بكم، فرجع من الخطاب إلى الغيبة. قال أوس بن

حجر:

لا زال مسك وريحانٌ له أرج ... على صَداكَ بصافي اللون سلسالِ

يسقى صَدَاه ومُمساهُ ومُصْبَحه ... رِفهاً ورمسُك محفوفٌ بأظلالِ

واسم (أصبحت) مضمر فيه من ذكر عبلة، ولفظ عسر خبر أصبحت، والطلاب مرتفع بمعنى عسر.

(عُلِّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَومَها ... زَعَماً لَعَمْرُ أَبيكَ ليس بمَزْعَمِ)

(علقتها) معناه أحببتها. يقال: بفلان علق من فلانة وعلاقى، أي حب قد نشب بقلبه وعلق به. قال

المرار:

أعَلاقةً أمَّ الوليِّد بعدما ... أفنانُ رأسكَ كالثَّغام المُخْلِسِ

وقوله (عرضا)، معناه كانت عرضا من الأعراض اعترضني من غير أن أطلبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015