أراد: فلم نترك. وإنما سمى الغدير غديرا لأن السيل غادره، أي تركه. ويقال إنما سمى غديرا لأنه

يغدر بأهله. والغدائر: الذوائب، واحدتها غديرة.

و (الشعراء): جمع شاعر، وسمى الشاعر شاعرا لفطنته. وهو الفقيه أيضا، والفقه عندهم: الفطنة.

قال بعض الأعراب ليونس بن حبيب وأحمد جوابه: قضيت لك بالفقه، أي بالفطنة. والشاعر، من

قولهم: ما شعرت بهذا الأمر، أي فطنت له. قال الشاعر:

ليت شعري إذا القيامةُ قامت ... ودُعِي بالحساب أين المَصِيرَا

أراد: ليتني أشعر المصير أين هو؟

وقوله (من متردم)، قال الأصمعي: يقال ردم ثوبك، أي رقعه. ويقال ثوب مردم، أي مرقع. يقول:

هل ترك الشعراء شيئا يرقع. وإنما هذا مثل. يقول: هل تركوا مقالا لقائل، أي فنا من الشعر لم

يسلكوه. وقال أبو جعفر: معناه هل ترك الشعراء شيئا إلا وقد قالوا فيه فكفوك المؤونة، ثم قال: (أم

هل عرفت الدار بعد توهم) يقول من تغيرها، أي لم أعرفها إلا توهما إنها هي الدار التي كنت أعهد.

وشبيه هذا قول الكميت:

أطلال مُحْلِفة الرسو ... مِ بألوتَيْ بَرٍّ وفاجرْ

أي أطلال دار محلفة. والمحلفة: التي يشك فيها فيقف عليها الرجلان قد كانا يعرفانها، فينكرها هذا

ويعرفها الآخر، فيتلاجان في الشك حتى يحلف أحدهما إنها ليس الدار التي كان يعهد، ويحلف الآخر

إنها هي. وسرقة الكميت من أوس بن حجر في قوله:

كأنّ جديدَ يُبْليك عنهم ... تَفيُّ اليمين بعد عهدك حالفُ

يبليك معناه يحلف لك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015