بسم الله الرحمن الرحيم
قال عنترة، ويكنى أبا المغلس، بن معاوية بن شداد بن قراد. كذا قال يعقوب بن السكيت في نسبه.
وقال أبو جعفر أحمد بن عبيد في نسبه:
عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد، أحد بني مخزوم بن عوذ بن غالب. وكان أبوه من عبس،
وكانت أمه حبشية، وكان له اخوة من أمه عبيدا، وكان من أشد الناس بأسا وأجوده بما ملك، فجلس
يوما في مجلس، بعد ما أبلى واعترف به أبوه وكان قبل ذلك ينكره أبوه لسواده ودناءة أمه، فسابه
رجل من بني عبس فذكر سواده وأمه واخوته، فسبه عنترة حتى قال له: أن الناس ليترافدون بالعطية
فما حضرت مرفد الناس أنت ولا أبوك ولا جدك قط، وإن الناس ليدعون فيفزعون، فما رأيناك في
خيل مغيرة في أوائل الناس قط، وان اللبس ليكون بيننا فما حضرت أنت ولا أحد من أهل بيتك
بخطة فصل قط، فلو كنت فقعا نبتت بقرقرة، وكنت في مرزك الذي أنت به الآن فما جدتك لمجدتك.
فلو سألت أمك وأباك عن ذلك لأخبراك أن نصحا لك.
الفقع: ضرب من رديء الكمأة. والقرقرة: الصحراء الواسعة. والمرز: الموضع الذي ولد فيه.
وقال له عنترة: إني لأحتضر البأس، وأوفى المغنم، وأعف عن المسألة، وأجود بما ملكت، وأفصل
الخطة الصمعاء. قال له الرجل: أنا أشعر منك. قال: ستعلم ذلك!