أي تأته على غير قصد. وقد عشى يعشى عشىً، إذا أصابه العمى. ورجل أعشى وامرأة عشواء
ممدود. قال: وسمعت الكلابي يقول: فتنة عشواء، أي اتسعت حتى ليس لأحد تخلص منها. ويقول
الرجل للآخر: استعشيتني على القوم، وذلك أن تخبرهم أن له عندهم طلبة وليس له عندهم طلبة،
فيظلمهم بلسانه أو يده. ويقال لا تعاش عليَّ، وذلك إذا رأى منه ميلا عليه وليس له قبله حق. وقال
أبو جعفر في قوله (رأيت المنايا خبط عشواء): هو مثل، معناه أن المنايا تأتي بما لا تعرفه، فمن
أصابته أماتته، فكأنها ناقة عشواء لا تبصر، وقد ندت فهي تقتل من أصابته.
والمنايا اسم رأيت، وخبط عشواء خبرها، والمعنى كخبط عشواء.
(ومَهْمَا تَكُنْ عِندَ امرئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ ... وَلوْ خَالَها تَخْفَى عَلى النَّاس تُعْلَمِ)
قوله (ومهما) معناه وما تكن عند امرئ. فأرادوا أن يصلوا ما بما التي يوصل بها حروف الجزاء
كقولك إما، ومتى ما، فثقل عليهم أن يقولوا ماما؛ لاستواء اللفظين، فأبدلوا من الألف الأولى هاء
ووصلوها بالثانية فقالوا مهما. وقوله (ولو خالها) معناه ولو ظنها. وقال يعقوب: معناه أن الرجل
سيلبس رداء عمله. والهاء والألف اسم خال، والخبر ما عاد من تخفى.
(وَأَعْلَمُ مَا في اليَوْمِ والأَمْس قَبْلَه ... وَلكنَّني عَنْ علْمِ ما في غَد عَمِى)
قوله (عمى) معناه غبي عنه جاهل. يقال رجل أعمى القلب وعمى القلب. والأمس نسق على اليوم.
وسبيل أمس أن يكون مكسورا إذا كان معرفة لا ألف ولا لام فيه، كقولك: مضى أمس ورأيته أمس.
فإذا دخلت عليه الألف واللام عرب بوجوه