(ومَن يَكُ ذا فَضْلٍ فيَبخَلْ بفضله ... على قَوْمهِ يُستَغْنَ عَنه ويُذْمَمِ)

يقال ذممت الرجل أذمه ذما ومذَمة ومذِمة. ويقال قد أذم الرجل، إذا أتى بالذميم من الأمر.

ومن مرفوعة بما في يك، ويك مجزوم بمن علامة الجزم فيه سكون النون في الأصل، والنون

سقطت لكثرة الاستعمال، وشبهت في حال سكونها بالواو والياء والألف، ولم يجز سقوطها إذا

تحركت، كقولك: لم يكن الرجل قائما. وقال الله عز وجل في موضع: (فلا تكونَنَّ من الممترين).

وقال في موضع آخر: (فلا تكنْ من المُمْتَرين) وقال في غير هذه الموضعين: (فلا تكُ في مرْية منه).

فالموضع الذي قال فيه فلا تكن سكن النون للجزم، والموضع الذي قال فيه فلا تك حذف النون لكثرة

الاستعمال، والموضع الذي قال فيه فلا تكونن زاد النون لتوكيد المستقبل وأثبت الواو لتحرك النون،

واسم الكون مضمر فيه من ذكر من، وذا فضل خبر الكون، ويبخل نسق على يك، ويستغن جواب

الجزاء علامة الجزم فيه سقوط الألف، ويذمم نسق على يستغن.

(ومَن لا يَزَلْ يسترحِلُ النَّاسَ نفْسَه ... ولاَ يُعْفِها يوماً من الذَّمِّ يَندَمِ)

ويروى: (ومن لا يزل يستحمل الناس نفسه). فمن رواه (يسترحل) أراد يجعل نفسه كالراحلة للناس

يركبونه ويذمونه ومن رواه (يستحمل) أراد يحمل الناس على عيبه.

وموضع من رفع بما عاد من يزل، واسمها مضمر فيها، وخبرها ما عاد من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015