(رَعْوا ظِمْأَهم حتَّى إذا تَمَّ أَوْرَدَوا ... غِماراً تَسِيلُ بالسِّلاح وبالدَّمِ)

ويروى: (رعوا ما رعوا من ظمئهم ثم أوردوا). ويروى: (تفرى بالسلاح). والظمء: ما بين

الشربتين. وقوله: رعوا ما رعوا، ضربه مثلا لرمهم أمرهم ثم وقوعهم بالحرب. و (الغمار): الأمور

العظام. قال الراجز:

الغَمَرات ثم ينجلينا

وغمرة كل شيء: معظمه. قال أبو عبيدة: يعنى سكنوا وكفوا عن القتال ثم أوردوا غمارا، أي قاتلوا.

و (تفرى): نشقق عليهم. يقال: تفرى الأديم وتفرى الثوب، إذا تشقق؛ وقد أفريته، إذا شققته. قال أبو

جعفر: قوله (رعوا ظمأهم) معناه إنه رجع إلى وصف أمرهم قبل الصلح، فأخبر أنهم رعوا ظمأهم.

يعني أن بعضهم كان يثب على بعض فيقتله قبل اجتماعهم في الحرب، فلما عادوا في ذلك أوردوا

إبلهم غمارا، وإنما يريد أنفسهم. والغمار هاهنا مثل، يريد ما غمرهم من أمر الحرب.

والظمء منصوب برعوا، والغمار نصب بأوردوا، وتسيل صلة الغمار.

(فَقضَّوْا مَنَايا بَينهُم ثُمَّ أَصدَروا ... إِلى كَلأٍ مُسْتَوْبَلٍ مُتَوَخَّم)

قوله: (ثم أصدروا إلى كلأ) معناه إلى أمر استوخموا عاقبته. وهذا مثل، يقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015