(تَدَاركتُما عَبساً وذُبيانَ بعد ما ... تَفَانَوْا وبَقَّوْا بينَهمْ عِطَر منَشِمِ)

في أخرى: (ودقوا)، وكذا الخزاعي: (ودقوا). قال أبو جعفر: يصف قوما تحالفوا ثم أخذوا العطر

بأيديهم ليتحرموا به، ثم خرجوا إلى الحرب فقتلوا جميعا فتشأمت العرب بها، واسمها منشسم. وقال

الأصمعي في عطرها على أن يقاتلوا حتى يموتوا. يقول: فصار هؤلاء بمنزلة أولئك في شدة الأمر.

قال: وقال أبو عمرو بن العلاء: عطر منشم إنما هو من التنشيم في الشر، ومنه قولهم: (لما نشم

الناش في عثمان رضي الله سبحانه عنه). ومنه قول علقمة:

خَضَر المزاد ولحمٌ فيه تنشيمُ

أي قد ابتدأ في الإرواح.

وقال أبو عبيدة: منشم اسم وضع لشدة الحرب، وليس ثم امرأة، كقولهم: (جاءوا على بكرة أبيهم)،

وليس ثم بكرة.

وقال أبو عمرو الشيباني: منشم امرأة من خزاعة كانت تبيع عطرا بمكة، فإذا حاربوا اشتروا منها

كافورا لموتاهم؛ فتشأموا بها.

وقال ابن الكلبي: منشم امرأة الوجيه الحميري.

وعبسا منصوب بتداركتما، وأجرى لأنه اسم لرجل لا علة فيه تمنعه الإجراء. وذبيان لا يجري لأن

فيه ألفا ونونا زائدتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015