يومئذ جرهم، فنكح إسماعيل عليه السلام امرأة منهم. وقال في ذلك

عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي بعد ذلك:

وصاهَرَنا مَن أكرمُ النَّاسِ والداً ... فأبناؤه منَّا ونحن الأصاهرُ

قال أبو عبيدة: وحدثنا مسمع بن عبد الملك، عن محمد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن النبي

صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه قال: (كان أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل عليه

الصلاة والسلام وهو ابن أربع عشرة سنة)، فقال له يونس: صدقت يا أبا سيار، هكذا حدثني به أبو

جزء. فإسماعيل أول من تكلم بالعربية المبينة، ثم صارت إلى قريش خاصة. وتصديق ذلك في

القرآن: (وما أرسلْنا من رسولٍ إلاّ بلسانِ قومهِ ليبيَّن لهم)، إلا أن العربية المبينة لهم بلسان قريش

قوم النبي صلى الله عليه وسلم.

فولى البيت بعد إبراهيم ابنه إسماعيل، وبعد إسماعيل نبت بن إسماعيل، وأمه جرهمية.

ثم مات نبت بن إسماعيل ولم يكثر ولد إسماعيل عليه السلام، فغلب جرهم على ولاية البيت. وقال

عمرو بن الحارث الجرهمي:

وكنَّا وُلاةَ البيت من بعد نابتٍ ... نطوفُ بذاك البيتِ والخيرُ ظاهرُ

فكان أول من ولى البيت مضاض بن عمرو بن غالب الجرهمي، ثم وليه بعده كابر عن كابر، حتى

بغت جرهم بمكة - عظمها الله تعالى - واستحلوا حرمتها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها، وظلموا

من دخل مكة، ثم لم يتناهوا، حتى جعل الرجل منهم إذا لم يجد مكانا يزني فيه دخل الكعبة فزنى.

فزعموا أن إسافا بغى بنائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015