عرض لك طريق عن يمينك وشمالك فورك فيه، أي مل فيه.

ويقال: قد وركت موضع كذا وكذا، إذا خلفته وراء أوراكها.

و (المتن): ما غلظ من الأرض وارتفع. وقوله: (عليهن)، معناه على الظعائن. قال أبو جعفر: ووركن:

عدلن أوراك إبلهن ونزلن لما علون متنه وحزنه لترفقهم بهن، وهو قوله (عليهن دل الناعم المتنعم).

ويعلون، فيه ضمير الظعائن وتقديره الحال، فهو في موضع نصب في التأويل، والتقدير: ووركن

في السوبان عاليات متنه، أي في هذه الحال. ويعلون على مثال يدعون ويغزون، وتكون للمذكر

والمؤنث بلفظ واحد؛ فالواو مع المذكر مزيدة للتذكير والجمع، والواو مع المؤنث أصلية هي لام

الفعل، والنون علامة التأنيث والجمع.

(كأَنَّ فُتَاتَ العِهْن في كل موقفٍ ... وقَفْن به حبُّ الفَنَا لم يُحطَّمِ)

ويروى: (في كل منزل نزلن به). قال أبو جعفر: أراد كثرة العهن. أي أنهن قد زين إبلهن به، فمن

كثرته ينقطع ويتناثر إذا ازدحمن. وقال يعقوب: ويروى: (كأن حتات العهن) وهو ما انحت.

و (العهن): الصوف المصبوغ. فشبه ما تفتت من العهن الذي علق على الهودج إذا نزلن منه منزلا

بحب الفنا. و (الفنا): شجر ثمره حب أحمر وفيه نقطة سوداء. وقال الفراء: هو عنب الثعلب. وقوله

(لم يحطم)، أراد أن حب الفنا صحيح، لأنه إذا كسر ظهر له لون غير الحمرة. قال الأصمعي:

العهن: الصوف صبغ أو لم يصبغ، وهو هاهنا المصبوغ؛ لأنه شبه بحب الفنا.

والفتات اسم كأن، والحب الخبر. والفنا على وجهين: الفناء: نفاد الشيء؛ والفنا: عنب الثعلب،

مقصور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015