القتال والحرب. وقوله (حفاظا)، معناه محافظة. ويروى: (على روعاته). والروعات جمع روعة، وهي الفزعة: يقال:
راعني الأمر يروعني روعا، إذا أفزعك. ويقال: وقع ذلك في روعي، أي في خلدي. فيقول: صبرت
نفسي على روعات اليوم وتهدد الأعداء إياي، حفاظا على روعات ذلك اليوم. و (العورة): موضع
المخافة، وهي الفرج أيضا.
(علَى مَوطنٍ يَخشَى الفتى عِندَه الرَّدَى ... مَتَى تَعترِكْ فيه الفرائصً تُرعَدِ)
(الفرائص): جمع فريصة، وهي المضغة التي تحت الثدي مما يلي الجنب عند مرجع الكتف، وهي
أول ما يرعد من الإنسان ومن كل شيء عند الفزع. و (الردى): الهلاك. ويقال: ردِى يردى ردى
ومردى. قال الشاعر:
وإنّ لي يوماً إليه موئلي ... متى أنَلْهُ أرْدَ مَردَى أوَّلي
فيقول: حبست نفسي في موطن يخشى الردى عنده ذو الفتوة؛ حفاظا على عوراته، وصبرا مني
لنفسي على روعاته.
وعلى صلة حبست. والتقدير: حبست النفس في عراكها على موطن. وتعترك جزم بمتى، وترعد
جواب الجزاء.
وروى أبو عمرو الشيباني هاهنا بيتا لم يروه الأصمعي ولا ابن الأعرابي، وهو:
(وأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرتُ حِوَارَه ... على النَّار واستَوْدعُتُه كفَّ مًجْمِدِ)
قال أبو عمرو: يعنى بالأصفر قدحا، وإنما صفره لأنه من نبع أو سدر.