ومِزهرُنا مُعمَلٌ دائبٌ ... فأيُّ أولئك أزْرى بها

ترى الصَّنْجَ يَبْكى له شَجْوَه ... مَخافةَ أن سوفَ يُدعَى بها

معناه رجاء أن يُدعى بها. قال أبو جعفر: الهاء للخمر، وذلك أن الخمارين إذا أتاهم الذين يشربون

أسمعوهم الغناء ليطربوا ويشتهوا الخمر. وقال في قوله (فأي أولئك أزرى بها) عنى بأولئك الصّنج

والعود والملاهي. يقول: أي هذه الملاهي أزرى بالخمر؛ أي هذه تزيد فيها وتحرّض المشتري على

الشّرى. وقال غيره: معنى قوله مخافة أن سوف، خوف أن سوف يُدعى بها. و (نواديه): أوائله وما

سبق منه. ويروى (نواديها). ونوادي الخيل والإبل والحُمر: ما سبق منها وأوائلها. ومعنى (أثارت

مخافتي)، أي أثار ما شذ منها خوفها مني أن أعقرها وأنحرها للأضياف. وإنما خص النوادي لأنه لا

يُفلت من عقري ما شذّ فند. وأمشي حال، أي قد أثارت مخافتي نوادي هذا البَرك في حال مشي إليه

بالسيف. ويقال مشى يمشي مشياً، وإنه لحسن المشية. و (العضب): القاطع. و (المجرّد): المسلول

من غمده، وهو المُصلت أيضاً. ويقال: أن فلانة لحسنة المجرد والتجريد والجُردة، إذا كانت حسنة إذا

تجرّدت من ثيابها.

والبرك مخفوض بإضمار ربّ، والمخافة ترتفع بأثارت، والنوادي تنتصب بأثارت. وموضع أمشى

رفع في اللفظ بالألف وموضعه في التأويل نصب على الحال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015