ويقال عمرك بالرفع وإسقاط اللام، انشد الفراء:

أجِدَّكَ هذا عَمْرُك اللهَ بعدما ... بَرَاك الهوى بَرحٌ بِعينيكَ بارحُ

والمعنى: أن الموت في حال إخطائه الفتى كالطول، أي كالحبل المرخى وهو بيد الإنسان إذا شاء

جذبه. ويقال: الفرس يرعى في طوله، أي في حبل قد طول له فيه. والطول: حبل طويل تربط به

الدابة يطول لها في الكلأ حتى ترعاه. فيقول: الإنسان قد مد له في أجله، وهو آتيه لا محالة، وهو في

يدي من يملك قبض روحه كما أن صاحب الفرس الذي قد طول له إذا شاء اجتذبه وثناه إليه.

و (ثنياه): ما انثنى على يده وعطفه إليه.

وموضع ما نصب، وهي في تقدير المصدر، والتقدير: لعمرك أن الموت في اخطائه الفتى، فلما

أسقطت الخافض نصبت ما. والكاف في موضع رفع على خبر إن.

(فَمالي أَرانب وابنَ عمِّىَ مالكاً ... متى أَدْنُ منه يَنْأَ عَنِّي ويبعُدِ)

معناه: إذا أردت دنوه تباعد عني. يقال: قد نأي فلان، وقد ناء فلان، إذا بعد. ونسق يبعد على ينأ،

ومعناهما واحد لما اختلف اللفظان، كما قال الآخر:

ألا حبّذا هندٌ وأرضٌ بها هندُ ... وهندٌ أتى مِن دونها النَّأي والبُعدُ

فنسق النأي على البعد لما اختلف اللفظان.

(يَلُوم وما أَدرِي عَلاَمَ يَلُومُني ... كما لاَمَنِي في الحيِّ قُرطُ بنُ أَعْبَد)

قرط بن أعبد: رجل منهم. وقوله: (علام يلومني) معناه على أي شيء يلومني؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015