والموت منصوب بأرى، وخبر أرى ما عاد من يعتام، ويصطفي نسق على يعتام. ويروى: (أرى
الموت يعتاد النفوس).
(أَرى العَيَش كَنْزاً ناقصاً كُلَّ ليلةٍ ... وما تنقُصِ الأَيَّامُ والدَّهُر يَنفَدِ)
معناه: وما نقصاه الأيام والدهر ذهب.
وموضع ما نصب بتنقص، والأيام مرتفعة به. ويجوز أن تضمر هاء يرتفع ما بعودتها. ويجوز ينفد
على جواب الجزاء. ويكون التقدير: وما تنقصه الأيام والدهر ينفد.
(لَعَمْرُكَ أن الموتَ ما أَخطأَ الفَتَى ... لكَالطِّوَلِ المُرْخَى وثِتْياهُ في اليدِ)
قوله (لعمرك) معناه وحياتك. وفيه ثلاث لغات: يقال لعمرك إني لمحسن، باللام والرفع، وهي اللغة
المختارة، قال الله عز وجل: (لَعَمْرك إنَّهمْ لَفي سَكْرتِهِم يَعْمَهُون). ويقال عمرك بالنصب وإسقاط
اللام. وأنشد الفراء:
عَمْرَكِ اللهَ ساعةً حدّثينا ... ودَعِينا مِنْ ذكر ما يُؤذينا