وقال الآخر:

لقد أشمتَتْ بي أهلَ فَيدَ وغادرتْ ... بجسمي حِبرْاً بنتُ مَصَّان باديا

وما فعلَتْ بي ذاكَ حتى تركتُها ... تُقَلِّبُ رأسا مثل جُمْعِيَ عاريا

وأفَلتَنِي منها حِماري وجُبَّتِي ... جزَى الله خيراً جُبَّتِي وحماريا

أراد بالحبر الأثر. وقال ابن الرقاع:

ذكَرَ الديارَ توهُّماً فاعتادَها ... من بَعد ما شمِل البِلى أبلادَها

وعنى بالسنع التصدير والحقب وغيرهما. يقال نسعة ونسع، وهي كل سيور مضفورة، وجمعها

انساع ونسوع. و (دأياتها) ضلوع صدرها. قال حميد الأرقط:

قد اكتسَيْنَ العَرقَ الأمسيّا ... وعَضَّ منها الظَّلِفُ الدَّئِيّا)

عَضَّ الثّقافِ الخُرُصَ الخطَّيَّا

يعنى ملتقى أضلاعها. و (الموارد): الشرك، وهي طرق الوراد. و (الخلقاء): الملساء، يعنى صخرة.

وكل ما أملس فهو أخلق. ويقال صخرة مخلقة، أي مملسة. والقردد: ارض صلبة مستوية. وظهر

القردد: أعلاه. فيقول: العلوب في صدرها مثل آثار الموارد في الصخرة. وقال أحمد بن عبيد: موارد

من خلقاء، معناه طرق. وأراد مر الحبال على حرف البئر المزبورة حتى يؤثر فيهما أثرا ليس

بالمبالغ؛ لصلابة جلدها. وذلك أن حبل البئر يمر على الحجر فيؤثر فيه، ويعمل الحجر في الحبل

حتى يقطع قواه. وقال الراجز، وهو العجاج يهجو بنيه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015