(كأَنَّ جَناحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكنَّفَا ... حَفَافَيهِ شُكَّا في العَسِيبِ بمِسْرَدِ)
شبه هلب ذنبها بجناحي مضرحي. قال يعقوب: هو العتيق من النسور يضرب إلى البياض. قال
الطوسي: المضرحي: النسر الأمغر. وقال ابن الأعرابي: المضرحي: النسر الأبيض. وقوله (تكنفا)
معناه صارا من جانبيه عن يمين الذنب وشماله، وفي أحفته. و (حفافاه): جانباه. وقوله (شكا) غرزا
وأدخلا فيهما. و (العسيب): عظم الذنب. و (المسرد): المخصف، وهو الإشفى. وقال الأصمعي:
يستحب من المهاري أن يقصر أذنابها، وقلما ترى مهريا إلا رأيت ذنبه أعصل كأنه أفعى. وهو عيب
فيما يحلب. ويمدح في ذوات الحلب سبوغ الأذناب وكثرة هلبها. وقال ابن لجأ:
سابغَةَ الأذنابِ ذيَّالاتِها
هذا في ذوات الحلب. واحتج الأصمعي بقول الشاعر يصف بعيرا:
فطار بكفِّي ذو حراش مضمَّرٌ ... خفيفُ ذَلاذيلِ العسيب قصيرُ
يعنى إنه اجرد به أثر من ضرب. قال أحمد بن عبيد: ذو حراش معناه ذنب قد حرش، أي قد أخذ
هلبه. وقال غيره: كل الفحول من الشعراء وصف الأذناب بكثرة الهلب، منهم امرؤ القيس، وطرفة
بن العبد، وعتبة بن مرداس وغيرهم.
والجناحان اسم كأن، وتكنفا خبر كأن، ويجوز أن يكون تكنفا صلة المضرحي والهاء يعود عليه،
وشكا خبر كأن.