هند! فانطلق يريم حتى قدم على الرجل ودفع إليه

عهده، فقال له: دونك عبد هند. فقال بريم: أني لست أقبله منك حتى تشد رجله برجلي بسلسلة. ففعل

صاحب البحرين ذلك. وبلغ بني تغلب أمر صاحبهم وما صنع به. فأقعدوا لبريم على طريقه الذي

كان يأخذ عليه رجلا كان معه طعام كثير وزق خمر، وقالوا للرجل: إنهما ماران بك، فلا تأل أن

تطعمها وتسقى الرجل حتى تسكره، فعسى الله أن ينجي عبد هند. فمرا بالرجل فأنزلهما وأطعمهما

وسقاهما، حتى سكر بريم فخر لا يعقل، فقطع عبد هند السلسلة وهرب، واستيقظ بريم من سكره فلم

يجده، فلذلك حيث يقول عبد هند:

يُناديني لأنظرَه بُرَيمٌ ... فدعْني إنَّما أرَبى أمامي

قوله (لأنظره)، أي لأنتظره. أربى، معناه حاجتي. أمامي، أي أني أريد الهرب.

وقال طرفة:

(لِخَوْلةَ أَطلالٌ ببُرْقَةِ ثَهْمَدِ ... ظَلِلْتُ بها أَبكي وأَبكي إلى الغَدِ)

قال هشام الكلبي: خولة: امرأة من كلب. و (الأطلال): واحدها ظلل. والطلل: كل شخص من آثار

الدار. قال امرؤ القيس:

ألا انعَمْ صباحاً أيها الطلَّل البالي ... وهل يَنْعَمنْ من كان في العُصُر الخالي

ويقال: حيا الله طللت، أي شخصك. ويقال في جمع الطلل أطلال وطلول. قال جرير:

بقِيَتْ طُلولُكِ يا أميمَ على البلى ... لا مِثل ما بقيِتْ عليهِ طُلولُ

والرسم: الأثر بلا شخص؛ وجمعه ارسم ورسوم. والبرقاء والابرق: رابية فيها رمل وطين، أو طين

وحجارة يختلطان. و (ثهمد): موضع. ويقال: ظللت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015