وقال أيضا:
كانوا كسامةَ إذْ خَلَّى مَسَاكنَه ... ثم استمرّتْ به البُزْلُ القناعيسُ
قال ابن الكلبي: يعنى سامة بن لؤي. وكان من سببه إنه جلس وكعب وعامر يشربون، فوقع بينهم
كلام، ففقأ سامة عين عامر وهرب إلى عمان.
وقال المتلمس في عصيان طرفة اياه وتركه نصيحته:
ألاَ أبلغَا أفناءَ سعدِ بن مالك ... رسالة مَن قد صار في الغرب جانبُه
أفناء: جماعات، واحدهم فنو. والغرب: ناحية المغرب التي هو فيها.
وقال المتلمس:
(قولاَ لعمرو بن هند غير متّئبٍ ... يا أخنسَ الأنفِ والأضراسُ كالعدَسِ)
قوله (غير متئب)، معناه غير مستحى. يقال أو أبته، إذا أتيت إليه ما تستحييه. قال الشاعر:
لما أتاهُ خاطباً في أربعَهْ ... أوْأبَهُ ورَدَّ من جاءَ معَهْ
الابة: العار وما يستحيا منه. قال ضمرة بن ضمرة:
أأصُرًّها وبُنَيُّ عَمى ساغبٌ ... فكفاك من إبةٍ علىَّ وعابِ
وقال أحمد بن عبيد: أو أبته: أخزيته؛ والإبة: الخزي. والخنس: تأخر الأنف وقصره أن يسبغ إلى
الشفة. وقوله: (والأضراس كالعدس): في صغرها وسوادها.
قال ابن الكلبي: ليس هذا الشعر للمتلمس، ولا قوله (كأن ثناياه)؛ إنما هو لعبد عمرو بن عمار
الطائي من بني جرم. وفي هذين الشعرين قتل. قال: وليس الشعر في عبد عمرو ولكنه في الأبيرد
الغساني وهو قتل عبد عمرو بن عمار.
(مَلْكُ النَّهارِ وأنتَ اللَّيلَ مُومِسةٌ ... ماءُ الرّجالِ على فخذيكَ كالقَرِسِ)