صحراء الغبيط: الحزن، وهي أرض بني يربوع. وقال: الغبيط: نجفة يرتفع طرفاها ويطمئن
وسطها، وهي كغبيط القتب. وبعاعه: ثقله. يقال: ألقى فلان عليه بعاعه، أي ثقله وما معه من المتاع،
فضربه مثلا للسحاب، أي: أرسل ماءه وثقله كهذا التاجر اليماني حين ألقى متاعه في الأرض ونشر
ثيابه، فكان بعضها احمر، وبعضها اصفر، وبعضها اخضر. ويقول: كذلك ما أخرج المطر من النبات
والزهر، ألوانه مختلفة كاختلاف ألوان الثياب اليمانية. يقول: فألقى بصحراء الغبيط معظمه. ومن
رواه: (كصرع اليماني)، أراد كما يطرح اليماني ذو العياب الذي معه الخول، ما معه إذا نزل بمكان.
ومثله قوله:
كأنَّ ثِقال المُزْن بين تُضارِع ... وشابةَ بَركٌ من جُذَامَ لبيجُ
أي ضرب بنفسه الأرض. يقال قد لبج به الأرض. ولم يرد أرض بني يربوع خاصة، أراد الغبيط
من الأرض. وكل أرض منخفضة فهي غبيط.
وروى خالد بن كلثوم وهشام والأصمعي وأبو عبيدة والأخفش: (المحمل) بفتح الميم، وروى ابن
حبيب: (المحمل) بكسر الميم، وهو الذي قد حمل عيابه، جمع عيبة. ويقال: ألقى عليه بركه،
وبعاعه، وأوقه، وأرواقه، وجراميزه، وعبالته، وأعباءه، أي ثقله ونفسه. قال الشاعر:
عزَّ على عمكِ أن تُؤرَّقي ... وأن تبيتي ليلةً لم تُغْبَقِي
أي يحمل عليك ما لا تقوين عليه.
وألقى فعل للسحاب. المعنى: وألقى السحاب بصحراء الغبيط بعاعه. والنزول منصوب على التفسير
والجزاء، والتقدير مثل نزول اليماني. وذي العياب المحمل نعتان