وقوله (وميضه) معناه خطر إنه وبريقه كحركة اليد. يقال: أومض الرجل، إذا غمز بعينه. وقوله

(كلمع اليدين)، معناه كحركة اليدين (في حبي)، وهو ما حبا لك من السحاب، أي ارتفع. والمكلل:

الذي بعضه على بعض. وقال أبو عبيدة: (في حبي مكلل) هو الذي ينكل بالبرق، أي يبتسم. ويقال

انكلت المرأة، إذا تبسمت. ويروى: (أعني على برق أريك وميضه). وقال بعضهم: الحبى: لداني من

الأرض. وقال آخرون: الحبى الذي قد حبا بعضه إلى بعض: تدانى. قال عدى بن زيد:

وحَبيٍّ بعد الهدوّ تزجِّي ... هِ شَمالٌ كما يُزَجَّى الكسيرُ

معنى تزجيه تسوقه. ويقال المكلل: السحاب الذي قد كلل بالبرق. وجعل البرق للسحاب كالإكليل.

والبرق منصوب بترى، وأريك وميضه في صلة البرق، والهاء تعود على البرق، والكاف منصوبة

على النعت للبرق وفيها ذكره، وفي حبى صلة اللمع.

(يُضيءُ سَنَلهُ أو مَصابيحُ راهبٍ ... أَمالَ السَّليطَ بالذُّبالِ المفتَّل)

ويروى: (أو مصابيح راهب) بالخفض. فمن رفع المصابيح قال هي منسوقة على ما في الكاف من

ذكر البرق، ومن خفض المصابيح قال: هي منسوقة على اللمع، كأنه قال: كلمع اليدين أو مصابيح

راهب. والسنا: الضوء، مقصور يكتب بالألف. ويقال في تثنيته: سنوان. ويقال في تصريفه: سنا

يسنو سنوا. والسناء من المجد والشرف ممدود. قال الله عز وجل: (يَكادُ سَنَا بَرْقِه)، ويروى عن

طلحة بن مصرف: (سَنَاءُ بَرْقِهِ) بالمد، لأنه ذهب به إلى معنى المجد والشرف. وروى الأصمعي:

وكأنَّ سَناهُ في مصابيح راهبٍ ... أهانَ السَّليطَ للِذُّالِ المفتَّلِ

وقال: المعنى كأن مصابيح راهب في سناه، فقلب. قال: ومثله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015