قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وبعد من وعن وباء زيد ما فلم يعق عن عمل قد علما] وبعد من: (بعد) هذه ظرف منصوب على الظرفية وعامله قوله: (زيد).
و (بعد) مضاف، و (من) مضاف إليه باعتبار لفظها.
وعن: معطوفة على من.
وباء: معطوفة على من أيضاً.
زيد: فعل ماض مبني للمفعول.
ما: نائب فاعل مبني على السكون في محل رفع.
فلم يعق: أي: هذه الزيادة، أي: أو دخول ما، والمعنى: أنها تزاد (ما) بعد من وعن والباء، ولا تبطل العمل، بل يبقى العمل على ما هو عليه، مثال (من) قول الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} [نوح:25]، من: حرف جر، وما: زائدة.
خطيئاتهم: خطيئات: اسم مجرور بمن وعلامة جره كسر ظاهر في آخره.
وكذلك تزاد (ما) بعدها (عن) ويبقى عملها، قال الله تعالى: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [المؤمنون:40].
(عما قليل): عن: حرف جر، وما: زائدة، وقليل: اسم مجرور بعن وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره، فهنا لم يتغير العمل (خطيئاتهم) معرفة، و (قليل) نكرة، إذاً: لا فرق بين أن يكون المجرور معرفة أو نكرة، فالعمل باق.
كذلك الباء تزاد بعدها (ما) ويبقى عملها، قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران:159] الباء حرف جر، وما: زائدة، ورحمة: اسم مجرور بالباء وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره.
فتبين أن (ما) تزاد بعد عن ومن والباء فلا يبطل العمل بهذه الزيادة.