واستعُملوا مضارعًا لأوشكا
وكادَ لا غيرُ ... ...
يعنى أن العربَ صاغت لأوشك وكاد المضارع فتكلمت به على معنى المقاربة الداخلة في هذا الباب؛ فأما أوشك فإنهم قالوا: يوشكُ زيدٌ أن يقومَ، ويوشك أن يكون كذا. وفي الحديث: «كالرائع حول الحمى يوشك أن يقع فيه». وأنشد سيبويه:
يُوشِكُ من فَرّ من مَنيّتهِ
في بَعْضِ غِرّاتِة يُوافِقُها
واستعمالهُم للمضارع هنا أكثر من استعمالهم للماضى، ولذلك تجدُ أكثر النحويين إنما يذكره في هذا الباب مضارعًا. وأما كاد فإنهم قالوا فيه: يكاد زيد يقومُ. وفي التنزيل المقدس: {يكادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهبُ بالأبْصَارِ}، {يكادُ زيتُها يُضِيءُ وَلَو لم تمْسَسْهُ نار، نورٌ} {يكاد السموات ينفطرْن منه}. وهو كثير.
وأما غير هذي الفعلين فلم يستعمل له مضارع، كما لم يستعمل لواحد منها أمر، فلا تقول: يطفق زيدٌ يقومُ، ولا يجعل يخرج، كما أنه لا يقال: أَوْشِكْ