يا زيدُ أن تقومُ، ولا كَدْ تقوم. والى ذلك أشار بقوله: «لا غيرُ»، أى إنّ المضارع لا يستعملُ من غيرهما البتة.
وقوله: «وَزَادُوا مُوشِكا»، يعنى أنهم زادوا في أوشك على استعمال المضارع استعمال اسم الفاعل، فقالوا نحو: زيدٌ موشكٌ أن يقوم. ومنه قول أسامة بن الحارث الهذلي:
فموشكةٌ أرضُنا أن تعودَ
خلافَ الأنِيسِ وحوشًا يَبابَا
وقال كُثَيْرٌ:
فإنك موشِكٌ أَنْ لا تراها
وتعدُو دُونَ غاضرةَ العَوادِى
وأراد ها التقييد بلا غيرُ، إلا أنه تركه للعلم به، فكأنه قال: وزادوا في أوشك -لا غير- موشكا. والله أعلم.
(ثم قال):
بَعْدَ عَسى اخْلَولَقَ أَوشَكَ قَدْ يَرِدْ
غِنًى بِأَنَ يَفْعَلَ عَنْ ثَانٍ فُقِدْ
يعنى أنّ أنْ والفعل المضارعَ، وهو الذى عَبّر عنه بأنْ يفعلَ، قد يقع بعد هذه الافعال الثلاثة، وهى عسى واخلولق وأوشك، فيستغنى به عن الإتيان