الفِعْلِ فتركُ أن فيها/ هو الواجب، فلا يجوز أن تدخُلَ على أخبارها. وهذا الكلام بيان أن أخبارها أفعال مضارعه كما تقدم، فتقول: جعل زيدٌ يقومُ، ولا تقول: جعل زيدٌ أن يقومَ، للتنافى الذى بين أَنْ وهذه الأفعال حسبما تقدّم. وأتى الناظم بأفعال خمسة:

أحدها: أنشأ، ضَمنه مثالًا هو قولهُ: «أنشأ السائق يحدو». فأنشأ بمعنى شرع وابتدأ، ولذلك أطلق عليها أفعال الشروع، لأن ذلك معناها.

والسائق، من ساق الإبل وغيرها يسوقُها سوقًا: إذا قدّمها بين يديه، ومنه قوله تعالى: {وجاءَتْ كلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ}.

والحادي: سائقُ الإبل بالغناء لها، وقد حدوتُ الأبل حَدْوًا وحداءً.

ومثال ذلك في الشعر ما أنشد المؤلف:

لما تَبَيّنَ مينُ الكاشحين لَكُمْ

أنشأتُ أُعِربُ عما كان مكتُوما

وأنشد الجوهرى:

أنشأتُ أسألُه: ما بالُ رفْقَتَهِ

حَىّ الحُمُولَ فإِنّ الركبَ قد ذَهَبَا

والثاني: طفق، يقال زيدٌ يفعلُ كذا يطفَقُ طَفَقًا، أى جعل يَفْعل. منه قولُ الله تعالى: {وَطَفقا يَخْصِفانِ عليهما من وَرَقِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015