أي: «قارب أن يزيد».

وأما قارب فتقول: قارب أن يفعل، كما تقول: كاد أن يفعل.

والجواب أن يقال: لعلّه ترك ذلك لِعلّةٍ؛ فهلهل من النواد التى لا يذكرها النحويون، وهذا لا ينجيه، فقد ذكر حرى، وهى نادرةٌ أيضا. وأمّا أولى فهى محتملةٌ أن تكون اسمًا أو فعلًا؛ قال الأصمعيّ في قول الشاعر:

فَأَوْلَى ثُمَ أَوْلَى ثُمّ أَوْلَى

وهل للدّرِّ يحلبُ من مَرَدِّ؟

: «معناه: قاربه ما يهلكه، أى: نزل به». وأنشد: فعادى ... البيت. فهذا يحتمل أن يكون تفسير معنًى، لأنهم يفسّرون «أولى لك» بذلك، وهو اسم لا فعلٌ، قال مكى: «العرب تقول لكلّ من قارب الهَلَكَة ثم أفلت منها: أولى لك، أى: كدت تَهْلِكُ». فإذا ثبت هذا لم يَسُغ إثبات ولى مع وجود هذا الاحتمال.

وأما قارب فليس منها إلا من جهة المعنى فقط، ولم يذكره سيبويه على أن من الباب، بل على موافقة المعنى، وهو بعد ذلك فعلٌ متعدٍّ تعدّى سائر الافعال. فالصواب عدم عدِّه منها.

ثم شرع في القسم الثالث، وهو قسم الشروع في الفعل فقال: «وَتَرْكُ أَنْ مَعْ ذِى الشُّرُوعِ وَجَبا»، يعنى أَنّ ما كانَ من هذه الأفعالِ لمعنى الشُّروعِ في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015