خَزَايا لم تنالوا ثَمّ خيرًا
وكدتُم أَن تكونوا دامِرِينَا
وأنشد سيبويه لرؤية -قال ابن عصفور: ولم يثبت في ديوان شعره-:
قد كادَ من طول البِلَى أَنْ يَمْصَحا
وأنشد المؤلف في شرح التسهيل:
أَبيتُمْ قَبُولَ السّلم منّا فكدتُمُ
لدى الحَرْبِ أن تُغْنُوا السيوفَ عن السلّ
ويقتضى قولُ الناظم: «وكادَ الأمرُ فيه عُكِسا» أن يكون دخولُ أَنْ هنا غير شاذّ، كما كان إسقاطها في عسى كذلك، وسيبويه خصّ هذا بالشعر ولم يجعله لغةً لبعض العرب. لكن بنى الناظمُ على قاعدته في الاستشهاد بالحديث فلم يجعله مختصًا بالشعر، لأنه جاء في حدِيث عُمَر -رضي الله عنه-: «ما كدتُ/ أن أصَلى العصر حتى كادت الشمس أن تغرُبَ» -وسيبويه لم يبن على ذلك. والحقّ مع سيبويه، وما بنى عليه الناظم لا يثبت! ولعلّ للكلام معه في هذه المسألة موضعًا هو أليقُ به من هذا لموضع، قيتقرر الصواب في المسألة، إن شاء الله.