وضمير: «فيه» يعود على كاد باعتبار اللفظ.
ثم أخذ يلحق بكل واحدٍ من الفعلين نظيره في عمله ورتبته وحكمه، فقال:
وَكَعَسَى حَرَى، ولكن جُعِلَا
خَبَرُها حَتْمًا بِأَنْ مُتّصِلَا
وَأَلْزمُوا اخْلَولَقَ أَنْ مِثْلَ حَرَى
وَبَعْدَ أَوشَكَ انْتِفَا أَنْ نَزَرَا
فابتدأ بقسم عسى، وعدّ لها ثلاث أخوات، وهنّ: حَرَى، واخْلَولَقَ، وأَوْشَكَ.
فأمّا حَرَى فمعناه عسى؛ قال ابن القوطية: «حَرَى أن يكون ذلك، بمعنى: عسى، فِعلٌ غير متصرفٍ». انتهى. وكأنه من قولهم: هو حَرَىَ بكذا، وحرٍ به، وحَرِىٌّ، أى: حقيقٌ به وجديرُ. وأحْرِى به، قال:
فَأَجْرِ به لطُولِ فَقْرٍ وَأَحْرِيا
وأما اخلولق فبمعنى: قارَب، أو قَرُب. يقال: اخلولقت السماءُ أن تمطر. وفيه قولهم: هو خليقٌ بكذا، أى جديرٌ به، وأخلِقْ به.