والجوابُ أن الزيادة في فاعل كفى راجعة في الحقيقة إلى السماع، لأنها مخصُوصة بهذا الفظ بعينه، فلا تتعدّى إلى غيره، ولا إلى ما هو من مادّته كالمضارع؛ إذ لا تقول: يكفي بالله شهيدا، إنما تقول يكفي الله شهيدًا. ولا معنى لوقفها على السماع إلا هذا.
وأما الباءُ في أَفْعِلْ به فينازع في زيادتها؛ ليس بمتفق عليه، والناظم لا إشعار له في نظمه بزيادتها حيث تكلم عليها في التعجب. ولو فُرِضَ أنّها عنده زائدةٌ فذلك مما يذكر في بابه، فلا اعتراض عليه بذلك. والله أعلم.
ثم ذكر باقي حروف الباب فقال:
فِي النّكِرَاتِ أعْمِلتْ كَلَيْسَ لا
وَقَدْ يلى لَاتَ وَإِنْ ذَا العَمَلا
وَمَا للَات فِي سِوَى حِيزٍ عَمَلْ
وَحَذْفُ ذِى الرّفْعِ فَشَا وَالعَكْسُ قَلْ
يعنى أَنّ لا النافية أُعمِلَتْ أيضًا عَمَلَ ليس، فترفع المبتدأ وتنصب الخبر، لأنّها أشبهت ليس لاجتماعهما في النفي والدخول على المبتدأ والخبر، لكن لم تتمكن في الشّبَهِ تمكُّن ما، لكونها في العالب إنما تنفي المستقبل/ عند الجمهور. بخلاف ليس فإنها لنفي الحال ما لم تقترن بها قرينة مثل ما، فنقصت عن ما درجةً، فلذلك لم تعملْ قياسًا إِلّا بشرط أن يكون معمولُها نكرةً، وهو قوله: «في النَكِرَاتِ أُعْمِلتْ كَلَيْسَ لَا»، فلا تعملُ