عنده في المعارف، وإن جاء شئ من ذلك فهو شاذُ محفوظ، نحو قول النابغة الجعدي:
وَحَلّتْ سَوادَ القَلبِ لَا أَنَا باغيًا
سِوَاهَا، وَلَا عَنْ حُبِّها متباغيا
ومن مُثلُ إعمالها القياسي ما أنشده في الشرح من قول الشاعر:
تَعَزّ فَلَا شَئٌ عَلَى الأَرْضِ باقيا
وَلَا وَزَرٌ ممّا قَضَى اللهُ واقِيَا
وأنشد سيبويه لسعد بن مالك القيسي:
مَنْ صَدّ عَنْ نِيَرانها
فَأَنا ابن قَيْسٍ لا بَرَاحُ
كأنه قال: لا براحٌ موجودًا. فحذف الخبر.
وقوله: «أُعْمِلَتْ كَلَيْسَ». على حذف المضاف، كأنه قال: أُعمِلتْ كإعمال ليس. وكونه أخبر أن العرب أعملتها ولم يقيد ذلك بِندُورٍ ولا وقْفٍ على السماع يدلّ على أن ذلك عنده قياس، كما قال في الابتداء:
وَأَخْبَرُوا باثْنَينِ أَوْ بِأَكْثَرا
عَنْ وَاحدٍ ... ...