أَلَمْ يَأْتِيْكَ وَالْأَنْبَاءُ تَنْمِى
بِما لَاقتْ لَبُتونُ بَنِى زِيَادِ
وفي المبتدأ في قولهم: بحسبك زيدٌ. وفي خبر المبتدأ من غير نفي، في قول الله تعالى: {جَزَاءُ سَيّئَةٍ بِمثْلِها}. فهذه المواضع مما يوقفُ زيادة الباءِ فيه على السماع؛ فلذلك اقتصر على المواضع الأربعة لأنّها مقيسةٌ، لكن يُعْتَرَضُ عليه بأنه ترك بعض مواضع مما الزيادة فيها قياسٌ. والحاضرُ منها الآن موضعان:
أحدهما: فاعل كفي، فإنك تقول: كَفَى بِالله شَهِيدًا، على معنى: كفى اللهُ شهيدًا، وأنت تقول: كفى زيدٌ فاضلًا، وكفى بزيد فاضلًا. ومن إسقاط الباءِ قول الشاعر:
كَفَى الشّيبُ والإسْلَامُ للمَرْءِ ناهيا
فهذه الزيادة مما عدّها الناس قياسًا.
والثاني: زيادة الباءِ في فاعل أَفْعلَ في التعجب، نحو: أكرم بزيدٍ؛ فإنها زائدة أيضًا، وزيادتها قياس. ولم يذكر ذلك، فيوهم اقتصاره على الزيادة القياسية فيما ذكر أنها في مثل هذين الموضعين موقوفة على السماع. وليس كذلك.