/ وَقَوْلَ النعمان بن المنذر:
قَدْ قيل ذَلِكَ، إِنْ حَقًا وَإِنْ كَذِبًا
فَمَا اعْتِذَارُكَ مِنْ قَوْلٍ إِذَا قيْلا
وقولُه: «وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كثيرًا ذا اشتهَرْ»، ذا: إشارة إلى الحذف المفهوم من قوله: «وَيَحْذِفُونَها». يريد أنّ كثرة هذا الحذفِ إِنّما جاءت بعد إِنْ المكسوة الخفيفة -وهى الشرطية- ولو الشرطية أيضا. فأما بعد إِنْ فقد تقدم تمثيله، وأما بعد لو فنحو قولك: ألَا طعامَ ولو تمرا؟ قال سيبويه: «كأنّك قُلْتَ: ولو كان تمرًا». وَأْتِنِى بِدَابّةٍ ولو حَمَارًا، وادفع الشرّ ولو إِصْبَعًا، وَأْتِنِى بِمَاءٍ ولو باردًا، وأَلَا ماءَ ولو باردا؟ وأنشد في شرح التسهيل:
لَا يَأْمَنِ الدّهْرَ ذُو بَغْىٍ وَلَوْ مَلَكًا
جُنُودُه ضَاق عَنْهَا السّهْلُ وَالجَبَلُ
وقول الآخر:
عَلِمْتُكَ مَنّانًا فَلَسْتُ بآمِلٍ
نَذَاكَ، وَلَوْ غَرْثَانَ ظَمْآنَ عَاريَا