موجب البناء -أجاب بعض المحققين عن ذلك بأنه لا يلزم الإعراب اعتبارًا بالأصل، كما لم تعمل «علمت» في الاستفهام اعتبارًا بالأصل.

* * *

ثم قال:

وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرٍ لَيْسَ اصْطُفِي

وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي

وَمَا سِوَاهُ ناقِصٌ، وَالنَّقْصُ فِي

فَتِئَ لَيْسَ زَالَ دَائِمًا قُفِي

هذه المسألة من مسال القسم الثاني، وهو الممنوع التقديم باختلافٍ. ويعني أن المختار وفي خبر ليس منعُ تقديمه على ليس، فلا يجوز أن يقال: قائمًا ليس زيدٌ، ولا أخاك ليس بكرٌ.

ومعنى «اصطُفِى»: اختير. وهو مأخوذ من صَفْوِ الشئ وصَفْوَتِهِ.

ويبقى النظر في المُصْطَفِى، من هو؟ وهو يحتمل أمرين:

أحدهما: أن يريد مَنِ اختار المنع من النحويين، وهم الكوفيين.

وحكاه ابنُ الأنباري وابنُ جني عن المبرد/. ووافق المبردَ أيضا على المنع ابنث السراج والفارسىُّ في الحلبيات، خلافُ ما اختاره في الإيضاح من الجواز.

ويُحْتَمُل أن يريد نفسه، أى: إِنى اخترتُ هنا مذهب المانعين، لِمَا قام على صحته من الدليل، وإن كنت في ذلك مخالفًا لجمهور البصريين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015