قال ابن أبي الربيع [مُنْفَصِلًا] عما قال: أما الهلالُ الليلة، فعلى حذف المضاف، لأن المقصود الإخبار عن ظهوره لنا، أى: حدوث الهلال الليلة. وهو تأويلُ الفارسي. وأما نحن في شهر كذا، فالمراد تعيين الشهر، ووجهُ السؤال: أَيُّ شهر شهرنا، فيقال: شهر كذا. فهو كلام/ مخرج عن حدّه، فلا يُعْتَرَضُ به. وهذا جواب الشلوبين. وأما: «أَكُلّ عامٍ نعَمٌ تَحْوُونه؟ »، فجاز لمكان الصِّفة، وكذلك ما أشبهه، فالمعنى: أكل عام أخذ نَعم؟ أكلّ يومٍ لُبسُ ثوبٍ. فالإخبار في المعنى عن الحدث، فجاز اتساعًا، ولم يخرج بذلك عن الإخبار عن الحدث، كما لا يخرج «يومان» في: صِيدَ عليه يومان -بالرفع- عن كونه ظرفًا في المعنى. وأما قوله: «وجهُه حين وشّما»، فعلى إقحام العين، اعتبارًا بأن التوشيم لا بُدّ له من زمان، والمراد: وجهه وشّم. وكذلك ما كان نحوه. قال: وإذا كان هذا كله راجعا إلى الإخبار بالمفرد عن المفرد، أو بالزمان عن الحدث، ثبت أن الإخبار بظرف الزمان عن الجثة بالقصد من غير أن يكون الكلامُ أُحيل عن طريقه لا يعقل وجُودُه؛ إذ لا فائدة فيه، بخلاف ظُروفِ المكان انتهى معنى كلامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015