في فعلت، تميز الفعل عن غيره، لأنها لا تلحق إلا الفعل وعادته أن يعطى الأحكام بالأمثلة و (يقرر) الأصول بها، طلبا للاختصار، واتكالا على فهم المراد منها، ويعبر عن هذه بأن يقال: الاتصال بضمير الرفع البارز، فيدخل تحت هذه العبارة أيضا ياء الواحدة المخاطبة، وهي المرادة بقوله: (ويا افعلى) أي: الياء التي تلحق الكلمة على حد لحاقها في افعلى يا هند، وفي معنى ذلك الياء اللاحقة في تفعلين، فمثال التاء في فعلت قولك: ضربتَ وضربتُ وضربتِ وكذلك خرجتُ وقمتَ وقعدتِ، وما أشبه ذلك، فكلّ ما لحقته هذه التاء فهو فعل، وعلى هذا يكون عنده "ليس" و "عسى" فعلين، لأنك تقول: لستُ ولستَ ولستِ، وعسيتُ وعسيتَ وعسيتِ، وذلك صحيح، وقد خالف البغداديون في "ليس" فعدوها في الحروف لما لموافقتها في المعنى