ويروى: (ومسند للاسم تمييز حصل) وهو بمعنى الأول إلا أن في إعرابه إشكالا فيصعب تنزيله بسبب ذلك على المعنى المراد فانظر فيه، وذلك أن قوله: (للاسم) إما أن يجعله خبر المبتدأ الذي هو تمييز فيتعلق حينئذ باسم فاعل مقدر، و "حصل" في موضع الصفة لتمييز، كأنه قال: (للاسم) تمييز حاصل بالجر والتنوين وكذا وكذا والإسناد، والمعنى على هذا غير صحيح إذ الاسناد من حيث هو إسناد غير مختص بالاسم لاشتراك الفعل معه فيه، فالاسم يتعلق به الإسناد من جهتين، والفعل يتعل به من جهة واحة، وهو كونه يقع مسندا غلى غيره فليس بخال من الإسناد كالحرف، فالإسناد ليس بمعرف للاسم على هذا التقدير.

وإما أن تجعل "للاسم" متعلقا بمسند وتمييز مبتدأ خبره حصل، كأنه قال: تمييز حصل بالجر والتنوين وكذا الإسناد للاسم، والمعنى على هذا أيضا لا يتم، لأن التمييز لا يدري لماذا هو، أللاسم أم للفعل أم للحرف؟ والمراد تمييز الاسم بخصوصه عن غيره، وليس في اللفظ ما يعين ذلك، والكلام محتمل للبحث فتأمله.

وعلى الجملة فالعبارة الأولى أحين وأسلم من الاعتراض، فلذلك اعتمدتها وبالله التوفيق.

فهذه خمس خواص تحيط بتعريف الأسماء جميعها أو أكثرها.

ولما أتى على تعريف الاسم بخواصه جعل يذكر للفعل مثل ذلك فقال:

بتا فعلت وأتت ويا أفْعَلِى ... ونون أقبلن فعل ينجلي

تاء فعلت يحتمل أن تضبط بالثلاث، لأن المقصود من الجميع واحد، ويريد أن التاء التي تلحق آخر الكلمة، على حد لحاقها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015