تقاعس العزّ بنا فاقعنسسا
قال الأصمعي قال لي الخليل - يعني ابن أحمد - أنشدنا رجل:
ترافع العزّ بنا فارفنععا
فقلت هذا لا يكون! فقال - يعني الرجل المنشد -: كيف جاز للعجاج
أن يقول:
تقاعس العزّ بنا فاقعنسا**
إلى هنا انتهت الحكاية وشاهدُها نفيُ الخليل ارفَنْعَعَ أن يكون من كلام
العرب لأن ارفنعع رَفَنْعَعٌ شيء واحد والعلةُ واحدة
وهذا الشرط لا أعلم أحدا اشترطه** قبل ابن جني إلا ما تشعر به هذه
الحكاية لهذا لما ذكره وبين علة اشتراطه قال «ولم أر أحدا من أصحابنا
ذكر امتناع بناء فعنلى مما لامه حرف حلقي لما يُعقِبُ ذلك من ظهور النون
وزوال شبهها بحروف اللين والقياس يوجبه فليكن عليه»
والرابع أن تكون النون لم تضاعف مع العين فإن ضُوعفت خرجت عن
انحتام الحكم بالزيادة إلى باب الاحتمال كما إذا جاء مثل عزَنْزَن وفدَنْدَن فإنه
محتمل أن يكون من باب غضنفر على الإلحاق به بزيادة** النون وتضعيف الزاي
والدال مثل عقنقل ومحتمل أن يكون من باب صمَحْمَح ودمكمك
[419]