فإن قلت لعله يريد معنى ظاهر اللفظ ويكون التأصيل عبارة عن إقامة

الدليل على أصالتها

فالجواب أن الناظم لا يريد هذا المعنى ههنا لأن التأصيل إنما يكون

بالدليل وذلك إنما يكون في قسم المحتمل للأصالة والزيادة وما احتمل ذلك

لم يتكلم فيه هنا والكلام فيه يأتي وإنما تكلم هنا على الحروف الغنية

عن إقامة الدليل على الأصالة فالظاهر أن التأصيل هنا استعمله بمعنى

التأصل مجازا

فإن قلت لا منجى لك مما فررت منه لأن التأصل مطاوع التأصيل

فهو ملازم له تقول كلفته فتكلف وعلمته فتعلم وحملته الأمر فتحمله

فكذلك يكون التأصل مطاوعا لقولك أصلته فتأصل

فالجواب أن تفعّل كما يكون لمطاوعة فعّل كذلك يكون لغير ذلك فقد

يوافق المجرد كأصُل وتأصّل وعجِب وتعجّب ولبث وتلبّث ونحوها وأيضا

فعّل بعينه قد يكون بمعنى تفعّل كولّى وتولّى وبين الشيء وتبين وفكر في

الأمر وتفكر فيه ويمّمتُ الموضع وتيممته وإذا ثبت هذان الاستعمالان

أمكن جعل التأصيل عليهما أما الأول فيكون التأصيل بمعنى التأصل

الموافق لأصُل وهو موجود في الكلام وأما الثاني فيكونان معا بمعنى واحد

[400]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015