هذا النوع من ابن مالك لأن ابن مالك نصب نفسه في هذه الصناعة لتحرير

العبارات واختصارها ووضعها على الأساليب الحسنة والمنازع المستقربة

فيشاح في مثل هذا بخلاف غيره ممن لم يلزم إلا الإتيان بالمعنى كيف كان

وعلى أي وجه أمكنت العبارة فيه وعلى غير تحرز من حشو ولا غيره فمثل

هؤلاء لا كلام معهم في هذه الأشياء للمعرفة بمقاصدهم كما أنا إذا نظرنا في

كتب المتقدمين لا نشاقهم في عباراتهم ولا نتّبّع ألفاظهم هذا التتبع فإنا

إن فعلنا ذلك كنا مخطئين في أخذ كلامهم متعسفين في تقصيدهم ما قصدوا**

ما لم يقصدوا** وابن مالك ومن تبع مثل ما تبع معلوم منهم القصد إلى إغماض

المعاني في العبارات وإدراج الكثير منها في اللفظ اليسير وترك اللفظ

لإيهام يكون فيه واختيار ما يعطي أصل المعنى من غير تطويل وما أشبه

هذا فنحن معامل ابن مالك بما نصب له نفسه

فالجواب أنه لم يرد بقوله «بِغَيْرِ مَيْنِ» ما تقدم وإنما أراد كذب

القضية التي أتى بها وذلك أنه أتى بكلية وهي أن الألف إذا كانت مع ثلاثة

أصول فأكثر فهي زائدة بلا بد ولم يستثن من ذلك شيئا والكلية من حيث

هي كلية في هذه الصناعة قد تكذب في بعض جزئياتها فلا تطرد إذ قد تكون

الكلية ذات حكمين لا حكم واحد فتتقيد بقيود يخرج بسببها بعض جزئياتها

كما يذكر في سائر الحروف الزوائد فليس قوله «بِغَيْرِ مَيْنِ» براجع إلى

الراوي أو إلى القائل بل إلى نفس كلية الحكم كما يقال هذه كلية كاذبة

[367]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015