وقول الناظم «بِغَيْرِ مَيْنِ» معنى المين الكذب والجمع ميون يقال
أكثر الظنون ميون وقد مان الرجل يمين مينا فهو مائن وميون وود فلان
متماين أي متكاذب
فإن قيل هذه العبارة معترضة من وجهين أعني قوله «بِغَيْرِ مَيْنِ»
أحدهما أنها حشو لا فائدة فيها وقد عرفت عادته في هذا النظم في
شحه بالألفاظ وأنه لا يأتي بها في غالب الأمر إلا لفائدة زائدة وهذا مخالف
لذلك
والثاني على تسليم أنه أتى به حشوا ففي معناه من الضعف والوهن ما
فيه فليت شعري هل كذبه أحد فيما نقل أم هل تطرق إلى ذهن الناظر في
هذه المسألة حصول الكذب في طريقها أو توهمه في راو من رواتها حتى يقول
إن ذلك كذلك بغير كذب؟ هذا معنى عن التحصيل بعيد زيادة إلى كونه
غير مفيد ومن الحشو ما يكون فيه فائدة ما أو تحريض ما كقوله فاعلم
أو فافهم أو فكن متبعا ونحو ذلك ولا يقال إن أرباب الأراجيز أبدا
هذا شأنهم وخصوصا بهذه العبارة نفسها كقول القَلَلَوْسِيِّ
فإنّ ههنا اتفاق المذهبين ... على امتناع ذاك فيه غير مين
وقوله في موضع آخر
وههنا تم الجميع دون مين
وكذلك غيره ممن نظم الأراجيز لأنا نقول غير ابن مالك أعذر في
[366]