والقسم الثاني مما لا يسقط معناه لسقوط حرف منه ما يكون الساقط
منه الحرف الرابع ومثال الناظم لم يرشد إليه بخصوصه وإنما أشار إلى
القسم الأول لكن إذا أخذ المثال على عموم سقوط حرف ما شمل القسمين
وهذا القسم لم يذكر في التسهيل فيه خلافا وكلام ابن جني في الخصائص
يظهر منه أن أبا إسحاق مخالف فيه أيضا كالأول فإنه قال «وذهب أبو
إسحاق في نحو قلقل وصرصر وجرجر إلى أنه فعفل وأن الكلمة لذلك
ثلاثية قال حتى كأن أبا إسحاق لن يسمع في هذه اللغة الفاشية المنتشرة**
بزغد وزغدب وسبط وسبطر ودمث ومثر وإلى قول العجاج
ركبت أخشاه إذا ما أحبجا
هذا مع قولهم وَتَرٌ حِبَجْرٌ للقوية الممتلئ نعم وذهب إلى مذهب
شاذ غريب في أصل منقاد عجيب ألا ترى إلى كثرته في نحو زلز وزلزل
ومن أمثالهم توضقّري* يا زلزة فهذا من قولهم قد تزلزلت أقدامهم
إذا قلقت فلم تثبت قال ومنه وقلق وهوة وهوهاءة وغوغاء وغوغاء
لأنه مصروفا رباعي وغير مصروف ثلاثي ومنه رجل أدْرَد وقالوا عض
على دردره ودردوره» هذا كله كلام ابن جني ثم عقب بقوله «ومنه
صل وصلصل» إلى ما مثل به من القسم الأول فيما عنده فيه خلاف الزجاج
[349]