وقد قال البصريون إن الأولى أن يقال إن جميع ذلك رباعي لأن

هذا البدل لم يثبت في كلامهم بل الثابت أن يبدل من المضاعف حرف علة

نحو تظنيت وقصّيت أظفاري ولم يثبت في مثل هذا قصقصت ولا

تظنظنت ولا قيل أيضا في كبكبت كببت وقد قيل في قصيت قصصت

فإن قال لم يقل كببت لئلا يلتبس بفعلت

قيل وكذلك قصيت يلتبس بفعلت ثم إن المصدر يبين ذلك

وقال ابن جني وأشار إلى هذا المذهب سألت أبا على عن فساده

فقال العلة أنه أصل القلب في الحروف إنما هو فيما تقارب منها وذلك نحو

الدال والطاء والذال والظاء والثاء والهاء والهمزة والميم والنون ونحو

ذلك مما تدانت مخارجه فأما الحاء يعني من حثحث فبعيدة من الثاء

وبينهما تفاوت يمنع من قلب إحداهما إلى أختها قالوا فالصحيح أن كبكب رباعي وكبب ثلاثي كسبط وسبطر

ولذلك كان مثله قليلا في كلامهم ومذهب الناظم هنا أيضا مذهب البصريين لأن الإبدال على هذا الوجه لم

يثبته فهو عنده موقوف على السماع إذا تبين وجه الإبدال لا إذا أثبت بالاحتمال والله أعلم ولم يرجح أحد المذهبين على الآخر إما لتكافؤ الأدلة وقد تقدم ترجيح الزبيدي مذهب البغداديين وإما لأنه أتى بهذا الخلاف مع الخلاف الآخر الذي لم ير فيه الترجيح

[348]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015