وثرثارة في ثرة وكذلك ما أشبهه ذهب إلى هذا البغداديون وتابعهم أبو بكر
بن السراج وصححه الزبيدي وقال قولهم عندي أولى بالصواب لاطّراد
مقالتهم وصحبة الاشتقاق لمذهبهم ألا ترى أن قولك كفكفت في معنى
كففت وجلجلت في معنى جضلّلت
وأما السيرافي فزعم أن هذا المضاعف يجيء على ثلاثة أوجه
أحدها أنه ثلاثي قال فبنى فعلل منه كجلبب فقيل كبّب فاستثقلوا
التضعيف والتباسه بفعّل فقلبوا المتوسط للفظ الفاء كما أزالوا التضعيف
من تظننت فقالوا تظنيت وفي دسّس فقالوا دسَّى وهذا النوع كثير ونقل
عن الفراء تجويز أن يكون كبكب فعل وفعلل قال وكونه فعل خطأ لا يجوز
أن يجيء مصدر فعل إلا تفعيلا أو فعلا ولا يقال في كبكب تكبيب بل قالوا
كبكبة وهو دليل على أنه فعلل كجلبب
والثاني أن يكون مبنيا من صوت على حرفين فكرر الحرفان علامة
على تكرير الصوت نحو قرقر الطائر وقعقع الحلي
فإن قيل لم اقتصروا في ذلك على تكريره مرتين؟
فأجاب بأنه ثقل عليهم التكرير مرات فاجتزءوا* باثنين كما اجتزءوا*
في قام القوم رجلا رجلا مع أنهم يريدون أكثر من ذلك
والثالث ألا يكون أصله ثلاثيا ولا صوتا ومثاله عسعس
هذه طريقة السيرافي في هذا النحو فقد أثبت فيه قسما على طريقة
البغداديين لكن بنوع آخر من الصناعة أصلها ما قالوه
[347]