ثم على الناظم في هذا الكلام شيء وهو أنه ذكر في كيفية الوزن مقابلة
الأصول بضمن فعل والزائد بلفظه ولم يبين كيفية الحركة والسكون
ولا أنه باق على ما كان عليه ولا ذكر ترتيب اللام على العين والعين على
الفاء في الأصول ولا إبقاء الزوائد في موضعها سابقة كانت أو لاحقة بل
أتى بالمقابلة على الإجمال فكان كلامه غير بين في هذا المعنى وكلامه في
التسهيل أصرح وأبين من هذا إذ قال «وسمي أول الأصول فاء وثانيها
عينا وثالثها ورابعها وخامسها لامات لمقابلتها في الوزن بهذه الأحرف
مسوى بينها في الحال والمحل ومصاحبة زائد سابق أو لاحق» ويعني
بقوله في الحال يريد به الحركة والسكون أي إن الحروف المقابل بها من
لفظ الفعل لا بد أن يكون على حال الحروف المقابلة فإن كان الحرف ساكنا
كان ساكنا أو متحركا كان متحركا وأيضا فلا بد** من اعتبار عين الحركة من
كونها ضمة أو فتحة أو كسرة فيكون في المقابل به كذلك هذا هو الذي أراد
بالحال وقوله «والمحل» هو عبارة عن الموقع بحسب ما ذكر من الترتيب
الفاء ثم العين ثم اللامات بعدد الأصول بعد العين وقوله «ومصاحبة
زائد» يعني بلفظه و «سابق» يعني للأصول كلها كما في انطلق أو «لاحق»
يعني مثل سكران فإن وزنها انفعل وفعلان أو لشيء منها نحو جحنفل
وزنه فعنلل النون سابقو لبعض الحروف لاحقة لبعضها فهذا الكلام هو
الذي بين كيفية الوزن على أتم وجوهها وأما الناظم فترك ذلك على أتم ما
يكون من الإجمال وذلك غير لائق بمنصب التعليم
[326]