والجواب أن هذا المعنى لما كان قريبا للفهم معلوما لمن عنده أدنى

فهم لم يحتج إلى بيانه لبيانه وأيضا فإنه كان يحتاج إلى بعض تطويل

مع أن قصده الاختصار فلما اجتمع له الأمران سهولة فهم مقصوده

وقصد الاختصار ترك بيان ذلك اتكالا على فهم الطالب والله أعلم

وأيضا فالمقابلة تعطي أولا الترتيب لأنك إذا أردت مقابلة الكلمة بالكلمة

فلست تفعل ذلك على أي وجه اتفق بل تقابل الحروف بالحروف أولا فأولا حتى

تنتهي إلى آخر الكلمة وهذا هو الترتيب المطلوب ثم إذا وازنت بين الكلمتين

فالموازنة تقتضي المساواة في تلك الأشياء كلها إذ لا تكون الموازنة بين متحرك

وساكن ولا بين متحركين مختلفي الحركة فإذا قد دل لفظ المقابلة ولفظ

الموازنة في لامه على ما أريد من ذلك فاكتفى به في شرح ما ذكره في

التسهيل إلا أنه يرد عليه من جهة أخرى أنه إذا كان الوزن يقتضي مقابلة

المتحرك بالمتحرك والساكن بالساكن فيخرج عن هذا الحكم ما كان من

المتحركات في الموزون قد سكن إما بإدغام لتخفيف أو لإعلال فالذي لإدغام

نحو رد ومرد ومدق وأصله ردد ومردد ومدقق فتزنه على أصله

فتقول وزنه فعل ومفعل ومفعل ولا تقول فعل ولا مفعل ولا مفعل إذ

ليس ذلك وزنه الصحيح والدليل على ذلك أنه لا يوجد في غير المضاعف مثل

هذه الأوزان فلا بد من رجوعه إلى الأصل والذي للتخفيف كعضد وكتف

وعلم وسهل في عضد وكتف وعلم وسهل فإنه إذا قيل ما وزن عضد قلت فعل فتأتي به على الأصل وكذلك في كتف فعل وفي علم

[327]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015