فقوله «بِضِمْنِ فِعْلٍ» الباء متعلقة بقابل أي قابل الأصول بكذا

والمراد بفعل نفس لفظه وضمنه مضمنه وهو ما تضمنه من الحروف يقال

كان في ضمن كتابك كذا أي في طيه كذلك أنفذته ضمن كتابي

فضمن أصله الظرف لكن الناظم استعمله على الاتساع وكان الأصل أن لو

قال بما في ضمن فعل قابل الأصول لكنه جعل ما في الضمن هو نفس

الضمن مجازا وهو نحو من قوله تعالى {بل مكر الليل والنهار}

جعلهما ماكرين وهما ممكور فيهما كما جعل المقابلة هنا بضمن الفعل والمراد

ما في ضمنه والذي في ضمن لفظ فعل هو الفاء والعين واللام

فيريد أن حروف البناء على قسمين أحدهما أن تكون أصولا والثاني أن

تكون زوائد

فأما الأصول فقابلها بالفاء والعين واللام إذا أردت وزنها الأول للأول

والثاني للثاني والثالث للثالث فإذا أردت وزن رجل قابلت الراء بالفاء

والجيم بالعين واللام باللام فقلت فعل فهذا وزن رجل وكذلك إذا وزنت

جعل قلت فعل وعلى هذا النحو وزن سائر الأسماء والأفعال فوزن قفل**

فعل ووزن صرد فعل ووزن إبل فعل وكذلك وزن حسن فعل ووزن

علم فعل وكذلك ما أشبه ذلك والأصل في هذا العمل واختصاص هذه

العبارة التي هي لفظ فعل بالوزن أن العرب تعبر به عن كل فعل إذا أرادت

الكناية عنه فتستعمل مكان ضرب أو قتل أو قام أو قعد فعل

[319]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015