به ثم سقوطه بعد ذلك في موضع آخر دليل زيادته وأما السين والتاء في
الاستفعال والتاء في الافتعال ونحو ذلك فإنهم لما جعلوها في المصدر
وبنوا صيغته عليها للدلالة على معنى الطلب للفعل في الاستفعال واكتسابه
في الافتعال وما أشبه ذلك جعلوا هذا المعنى هو المشترك في سائر
التصرفات القياسية مضار خصوص الفعل في استفعل دالا على الاستفعال
منسوبا إلى الزمان الماضي وخصوص اسم الفاعل في مستفعل دالا على
الاستفعال أيضا منسوبا إلى المتصف به وكذلك سائر المثل فطابق في ذلك
المادة الأصلية فاعتبرت بلا بد إذ معناها مقصود في تلك الخصوصيات
والتصرفات فهذا هو الداعي لبقاء الزوائد في هذه التصرفات وقد ثبت في
الاشتقاق أن الحروف الثواني وهي الزوائد قد تعتبر حتى تصير مادة مع
الحروف الأول وهي الأصول لكن بالقصد الثاني وإذا ثبت أنها قد
تعتبر كالحروف الأصلية فبعد ذلك دليل الزيادة فيها قائم والاشتقاق يخلص
ذلك أو ما يقوم مقامه فكوثر مثلا وإن كان جاريا في أحكامه على جعفر
قد دل الاشتقاق من الكثرة أن الواو زائدة وكذلك بيطر قد دل
الاشتقاق من البطر وهو الشق على أن الباء زائدة وكذلك سائرها لأن
المادة الأولى الدالة على المعنى المشترك أوسع من استعمال المزيد وكذلك
الاستفعال ونحوه كالاستعلام إذا رجعت إليه متصرفاته بالاشتقاق فلا بد أن
يرجع هو إلى الأصل أول وهو العلم فقد ذهب الزوائد إذًا برجوع هذه
الأشياء إلى المادة الأولى وإنما كان** يلزم الإشكال على فرض أن تلك
[314]