والثاني أنه ترك التنبيه على فعل المفعول وكان حقه أن ينبه عليه
كما فعل ذلك في الثلاثي وإلا فلا فرق بينهما في هذا المعنى فكما تقول
فَعْلَل في فعل الفاعل كذلك تقول فُعلِل* في فعل المفعول.
وقد يجاب عن الأول بأن بناء فَعْلَل قد ذكره قبل هذا في أبنية المصادر
فلم يحتج إلى ذكره هنا إذ ليس له أبنية متعددة. وإنما يختص ببناء واحد.
والذي كان واجبا عليه أن يذكر منتهى ما يصل إليه بحروفه الأصول وهو
الذي نبه عليه وهذا مما يدل على ما تقدم لنا قبلُ من أنه إنما قصد ههنا
حصر الأبنية لا ذكرها وتحديدها فلذلك لم يذكر في الثلاثي حركة أول الفعل.
وعن الثاني أنه لما نبه على فعل المفعول في الثلاثي كان الرباعي أيضا
داخلا في ذلك الحكم فلا بد له من بنية المفعول فترك ذكرها اختصارا
ولم يحتج إلى تعيينها إذ قد ذكر* ذلك في باب النائب عن الفاعل وأن
الرباعي يُبنى على فُعلِل* وهذا من اختصاراته.
وقد حصّل أن الرباعي المجرد له بناءان
أحدهما فَعْلل نحو دحرج وقرطس وسرهف وهملج والثاني فُعلِل نحو دُحْرِج وسُرهِف وقُلقِل وزُلزِل
[280]