فقوله «الثَّانِيَ» معمولٌ يطلبه ثلاثة الأفعال المتقدمة من باب الإعمال

والذي عمل فيه قوله «اكْسِرِ» فهو من إعمال الأخير ووقع في بعض النسخ

هكذا «وَنَحْوُهُ ضُمِنْ» أي ونحو ما ذكر من الأمثلة مثال ضُمن وفي

بعضها عوضه «وَزِدْ نَحْوَ ضُمِنْ» وهو أيضا بمعنى الأول يعني أنك إذا

أردت أيضا أن تحصر أبنية الفعل الثلاثي المجرد من الزوائد فحرك الحرف

الثاني منه وهو عين الكلمة بالحركات الثلاث الضمةِ والفتحِ* والكسرةِ

فتقول فَعُل وفَعَل وفَعِل وزد على ذلك بناءً رابعا وهو موازن ضُمِن بضم

الأول وكسر الثاني وذلك فُعِل وهي صيغة المفعول فهذه أربعة أبنية للفعل

فأما فَعَل بفتح العين فنحو ضَرَب وأكل وشتم وعدل وكمل

وأما فَعُل بضم العين فنحو ظَرُف وشَرُف وحسن وقبح وشجع

وجبن

وأما فَعِل بكسر العين فنحو مَهِل وعَلِم وسلم وسئم ولبس

وهذه الثلاثة لا خلاف فيها وهي المبنية للفاعل ولم يزد الناظم على

هذه الثلاثة تسكين الثاني مع فتح الأول أو ضمه لأنه لا يأتي فِعلٌ على فَعْل ولا

فُعْل إلا وأصله فَعِل أو فَعُل أو فُعِل لأن العرب تسكن العين في هذا النحو

تخفيفا فتقول في ظَرُف ظَرْفَ وفي عَلِم عَلْمَ كما تقول في عَضُد

عَضْدٌ وفي كَتف* كَتِف فمما جاء مسكّنا من فَعِل ما أنشده ابن جني من قوله

[274]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015