اللغتين كذلك أيضا نظر في الحِبِك والحُبُك فجمع بين أول اللفظة على هذه

القراءة وبين آخرها على القراءة الأخرى

واللفظ الثاني الرِّبُو قرأ أبو السّمّال {اتقوا الله وذروا ما بقي من

الرِّبُو} مضمومة الباء ساكنة الواو وهكذا ذكرها ابن مجاهد وإنما

ذكرها الداني في كتابه* في القراءات التي شذت عن السبع بفتح الراء وضم

الباء فإذا ثبت ما ذكره ابن مجاهد وهو الذي نقل ابن جني وتكلم عليه

فقد قال «إنّ فيه ضربين من الشذوذ أحدهما الخروج من الكسر إلى

الضم بناء لازما والآخر وقوع الواو بعد الضمة في الاسم وهذا شيء لم

يأت إلا في الفعل نحو يغزو ويدعو ويخلو» ثم ذكر أن الذي ينبغي أن

يُتعلل به في الربو بالواو هو أنه فخّم الألف فانتحى* بها نحو الواو التي

الألف بدل منها على حد قولهم الصلوة والزكوة وكمشكوة

وكأنه بيّن التفخيم فقوّى الصوت فتوهم السامع أنه واو فنُقل على ذلك

وهو بعيد أن يتطرق (إلى ظن الراوي) ** - وهو أبو زيد مع علمه وفهمه - أنه

جرى عليه الوهم فيما سمعه قال فإن قيل فلعله شبّه ذوات العلة بذوات الهمز فوقف على الواو كما قالوا هو الرِّدُؤ* والبُطُؤ* قيل هذه الواو

[267]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015