وأكل وأمر ون ذلك كثير فأصلها كلها الثلاثة وليس فيها ما أصله أقل
منها وذلك أنه لا يكون اسم مظهر على حرف واحد لأن المظهر يبتدأ به
ويوقف عليه ولا يكون قبله ولا بعده شيء لاستقلاله ولا يوصل إلى الابتداء
والوقف في الكلمة الواحدة بحرف واحد لأن الابتداء يطلب بالحركة والوقف
يطلب بالسكون والحرف الواحد لا يكون ساكنا متحركا في حالة واحدة فلا
بد إذا من حرف يبتدأ به وآخر يوقف عليه لكنهم كرهوا أن يقتصروا على
الاثنين في الأسماء الظاهرة فيجعلوه بمنزلة الحروف وما أشبهها على حرفين
لا غير نحو من وعن ولا ومن وما والاسم أبدا له من القوة ما ليس
لغيره ولذلك لو سميت ينحو لو أو كي لم تتركه على حاله حتى تضعف الياء
والواو فيه هذا بخلاف ما أشبه الحرف من الأسماء المضمرات فإن
المضمرات وضعت على أن تكون متصلة بما قبلها وغير مستقلة بأنفسها
فاغتفروا فيه الحرف والحرفين وأما المظهر فهو المقدم على الفعل والحرف وهو الأصل فيهما فرفعوه إلى الثلاثة وهو أعدل الأبنية وأما الفعل فلا يكون على حرف واجد في أصله ولا على اثنين لأن منه ما يضارع الاسم وهو المضارع وأيضا الفعل يتصرف مثل الاسم ويبنى أبنية كما يبنى الاسم وهو يلي الاسم في الترتيب فألحقوه به ولم يجحفوا به بالاقتصار على ما دون الثلاثة إلا أن يحذفوا لعلَّة تجب ذلك بهذا المعنى وجه سيبويه مسألة الناظم
[247]